الأربعاء، 11 أكتوبر 2023

بحثت عنه ولم أجده!

بحثت عنه ولم أجده..
طوال عمري آمنت بوجوده رغم اختفاء الدلائل..
آمنت بما أنا على وشك الكفر به الآن..
 
حاولت.. حاولت جاهدة..
بحثت ونقّبت ونبشت قبور الجمود..
تحدّثت.. وتحدّيت نفسي.. وخالف ما أراه وما أسمعه..
ولكنني لم أجده..
فما زال مفقودًا!

هكذا دائمًا كنت أظن..
أنه مفقود.. وليس غير موجود..
ولكن.. هل هو مفقود بالفعل؟ 
هل هو مردوم نتيجة مطامع أو مخاوف حياتية؟
أم أنه مُحي وانتهى؟ وذاب في مياه بحور تلك الحياة؟
أو لم يكن هناك من الأساس؟

ثم تساءلت..
لماذا أبحث عنه؟
من أين تأتي رغبتي في الإيمان بوجوده؟
ولماذا؟

هل سأجده يومًا ما؟
ذلك الإنسان الذي بحثت عنه داخلهم..
ولكنني لم أجده حتى الآن.

الأحد، 9 أكتوبر 2022

عودة؟

لا أعلم ماذا أتى بي إلى هنا..

حيث مدونتي العزيزة المهجورة..

ولا أعلم لماذا هجرتها..

لا أعلم لماذا لم أعد أدون فيها ما أشعر..

 

كانت دائمًا ملاذًا جميلًا مريحًا..

أخفف من خلاله بعض الأعباء..

 

أتيت وتصفحت بعض الموضوعات بشكل عشوائي..

ابتسمت..

اندهشت من طريقة تعبيري الحرة..

تمنيت لو استطعت العودة..

 

الفقد...

افتقدت كثيرًا تفريغ ما في نفسي وقلبي..

اكتشفت أن أصعب ما في الحياة هو الفقد أو الخوف على من نحب..

حزينة..


حائرة وتائهة..

كعادتي دائمًا في أكثر الأحوال التي آتي فيها إلى هنا..

علني أتمكن من فك شباك حبال أفكاري..

ولكن.. لا أعتقد أن هذا هو سبب مجيئي..

الفقد.. الفقد هو سبب عودتي..

أتمنى حقًا أن أعود..

ولكن دون حيرة أو فقد أو حزن..

أعود لأكتب ما هو مبهج، وما هو فلسفي أو مجنون أو يمس القلوب..


ترى.. هل عدت؟



الخميس، 15 أبريل 2021

قانون الحب في مواجهة الطائفية

اقترب حلول شهر رمضان الكريم،  فأخرجت فانوسي من خزانتي، وأخذت أعدّه لاستقبال الشهر الكريم، أحضرت قطعة صغيرة من القماش وخرجت من الغرفة لأشاهد التلفاز وأنظف الفانوس، وسرعان ما ظهر لي الجني المارد ومنحني طلب أمنية كي يحققها لي.

دون استغراق الكثير من الوقت في التفكير، هللت: غاندي، اجلب لي المهاتما غاندي، لأرافقه في جولة ما.

ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى غادرت بيتي مع غاندي في رحلة إلى بلدان عربية مختلفة، والحقيقة أنني اخترت الأماكن التي تدور فيها الصراعات الطائفية العنيفة، رغبت في معرفة رأي رفيق سفري فيها.

انتظرت مناقشات كثيرة طوال رحلتنا، ولكنه ظل صامتًا، فاضطررت إلى اجتذابه إلى أطراف الحديث، فبادرته سائلة: ما رأيك فيما ترى؟

تنهّد واسترسل صمته هنيهة، ثم قال: أما زالت الناس لا تعرف كيف تتعايش سويًا بشكل سلمي؟

أجبته بأن كل طائفة تشعر بتميزها عن غيرها، فتسعى إلى العنف والحروب لتحقق لنفسها امتيازات وسُلطة.

تمعنت في وجهه الشاحب عندما عاد إلى الصمت مرة أخرى، ثم سألني: ألا يعرف هؤلاء "ساتياجراها"؟

حدَّقت إليه دون تعقيب، فقال: ألا تعرفينها أنتِ أيضًا؟ إنها اللاعنف يا صغيرتي، قوة الحق.. ولكن أي حقوق يريدونها؟ ولما يظن كل منهم أنه يستحق امتياز عن أخيه في الإنسانية؟ فاللاعنف يستحيل تحقيقه دون تواضع حقيقي!

ثم حدثته عن هذا العصر الذي نعيشه، وعن وسائل نقل المعلومات والتكنولوجيا الهائلة، واندهش عندما أخبرته أنها تُستخدم في كثير من الأحيان لصالح بعض الطوائف دون أخرى.

"وما الحل أيها المهاتما؟" سألته عله يدلني على الطريق.

فنظر إليّ ثم قال: لا سلام ولا حرية إلا بضبط النفس، وإذا كان قلبك يمتلك القوة، فأنتِ قادرة على إزالة الشوائب من قلوب الآخرين دون التفكير بإلحاق الأذى بهم، وهذا ما يجب أن يُدرَّس في مجالس العلم وأن يُنشر بواسطة أساليبكم الحديثة تلك. واعلمي يا عزيزتي أن قانون الحب في النهاية سينتصر.

اقتطع حديثنا صوت عالٍ مزعج، فنظرت تجاه مصدر الصوت، فرأيت التلفاز يعلن انتهاء نشرة الأخبار، ووجدتني جالسة في صالة بيتنا الصغير.. التلفتُ حولي، فلم أجد غاندي...

تُرى هل نجد الفانوس السحري الذي يساعد الوطن العربي على نشر السلام وإنهاء الانقسامات؟

أغلقت التلفاز وأخذت فانوسي لأعلقه استعدادًا لشهر الخير والسلام.


 

السبت، 4 أبريل 2020

تخاريف كورونية

ماذا سيذكر التاريخ؟
وهل يتم التأريخ كما تحدث الأشياء؟
أم أنهم هم من يؤرخون؟

عل كل تلك الزوبعة هي فقط لإسقاط بعض الأقنعة..
الثمن باهظ.. وأرواح كثيرة أُزهِقت..
فارقت إلى دنيا الأمان.. حيث لا حاجة هناك لمصل أو لقاح
حيث الحق والنور والعدالة..

ولكن ماذا سيذكر التاريخ؟
هل سيجردهم من رادء الخديعة؟
هل سيكشف ما داخلهم من أطماع متوحشة؟
أهُم أكثر خطورة أم ذلك الفيروس المستجد؟

ليست بزوبعة..
بل عاصفات تجرف وتعري..

وأيا ترى هل يعي الناجون الدرس؟
هل تتغير أحوالهم؟
هل سيضيء اليقين قلوبهم؟
أم سيتوحش من نجى؟

بعد حين.. سيأتي الله بالرياح المبشرات..
وسينجلي ما تغلغل بين البشر..
يرحل الخوف مما خافوا منه شهورًا..
وقد يحل خوفًا آخر مكانه في يوم ما..
ولكن حينها.. سيكون كل قلب قد عرف طريقه.. وسيسلكه دون تردد

الأربعاء، 18 مارس 2020

عزيزي كورونا

عزيزي كورونا
تحية متخوفة وبعد..

أكتب إليك هذه الرسالة ولا أعلم إذا كانت ستصلك أم لا..
ولا فكرة لدىّ في كيفية الوصول الآمن..

أعلم أنك تمر بظروف غير اعتيادية..
فلديك الآن مشاعر سلبية بسبب ذعر الناس منك..
ولكنني أتمنى أن تلتمس لهم العذر..
فهم يخشون على أحبائهم..
ولا يعرفون سبب اختيارك لأجساد البشر وأجهزتهم التنفسية..
وأنا لا أعرف..

لماذا لا تخبرني عما تبحث داخلهم؟
هل فقدت عزيزًا وتخترق الأجساد بحثًا عنه؟
هل تعتقد أن هذا البشري سيصمد حتى تلقى عزيزك؟
أم أنك صغير في هذه الدنيا وتتخبط ولا تعلم أين تذهب وكيف تنجو؟
أم أنك خبيث وتخطط لاحتلال الكوكب من خلال القضاء على مخلوقاته؟
أم أنك موجود منذ زمن..وقررتَ الآن الإفصاح عن نفسك لسبب ما؟

أعرف جيدًا أن الكثير من البشر يحبون الحروب والقتال..
ولكن صدقني لم تكن أنت مقصودًا أبدًا من تلك الحروب..
أو هكذا أظن..

عزيزي كورونا..
كلانا يسعى الآن إلى النجاة والبقاء..
لا أتمنى أن يكون البقاء للأقوى.. 
أنا فقط أتمنى أن ترحل عن عالمنا بأمان..
ابحث مرة أخرى.. علك تجد طريقة للاستمرار دون إيذاء مخلوقات الله..

وفي الختام..
أتمنى ألا يكون  في مكتوبي هذا ما تسبب في جرح مشاعرك..
تذكر أنني كشفت لك ما يدور داخلي، وحدثتك بقلبي
إليك منِّي السلام..
ندى الزرقاني

الأحد، 1 سبتمبر 2019

هادم الأساطير

لم أعد طفلة، لكني ما زلت أتذكر وجهه الشاحب وجسده النحيل، أتذكر عويناته وعينيه الجاحظتين المذعورتين من شبح يراه أو فيروس مجسد يطارده.
كنت أخلط بينه وبين كاتبه، فكلاهما امتهن الطب، وكنت أشعر أن كليهما الوجه الآخر للآخر. فبداخلنا جميعًا جانب خفي وطفل عجوز يناجي أمه ولم يعلن هذا.
قد لا أكون أعرف الكثير عن حياة د. أحمد الشخصية، لكني أعلم أنه يشبه د. رفعت إسماعيل كثيرًا، بما فيه من فنتازيا ومحاولات لإنقاذ العالم من الضياع.

لم أكن أعلم أن طنطا هي موطن ولادته، لكن ما عرفته أنه يأخذني إلى عوالم ما وراء الطبيعة، وكنت أراها تتجسد بكل غرائبها كأنني أشاهد صورًا سينمائية، أو عبرت جدار هذا العالم لأخوض معه أهواله المرعبة.

هو أول من لفت انتباهي إلى عجائب الرقم 7 في السماوات والقارات وألوان قوس قزح، وهو السبب في حبي وتقديسي لهذا الرقم.
لم يكن مجرد عرَّابًا، بل كان ساحرًا متنبئًا وهادمًا للأساطير كما شعرت بعد قراءة يوتوبياه التي هدمت بداخلي أسطورة أفلاطون في معايير المدينة الفاضلة.

لا أعرف لماذا اعتقد أن صدأ الأعوام يغلفه، ولم أرض أبدًا بذلك، فدائمًا أرى أن ما يغلفه هو بريق البصيرة والحب والحكمة.

وإن كان د. رفعت قد مات في الرواية الأخيرة، فأحمد خالد توفيق لم يمت في 2018، بل عبر إلى ذلك العالم، وهما الآن معًا، يعيشان تجارب مرعبة وممتعة جديدة لن نقرأها.

صورتي مع صفحة ونس من جريدة الطريق التي نشر بها مقالي يوم الخميس 29-8-2019

الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

يذكرني المطر به

يذكرني المطر به..
هذا الذي ظللت أمر  من جانبه كل صباح لمدة خمسة أشهر..
كان يشاهدني ألعب مع صديقتي الكلبة ووليفها..
وحيدًا.. لم أر أحدًا يحدثه..
شريدًا بجلبابه الخفيف..
رافضًا للمساعدة رغم وحدته..
هل ما زال جالسًا في الحديقة العامة التي اعتدت أن أراه فيها؟
أم عثر على مأوى يحتمي داخله من الأمطار؟

أتساءل كثيرًا.. هل شعر يومًا بدفء أسرته؟
هل لديه أبناء؟
هل كان رجلًا ذا مكانة مرموقة سابقًا؟
لا أعلم حقيقته..
ولكن حدسي يخبرني بأنه لم يكن هكذا في الماضي البعيد

سلام عليك يا عزيزي 💙

الاثنين، 19 نوفمبر 2018

عن أي سكينة تتحدثون؟

فلتكن البداية من عند السكينة..
فهي التي ازدادت أحاديث الجميع عنها في الأيام الأخيرة..

هي الطمأنينة والاستقرار..
نريدها وتكتب أناملنا حروفها..
ولكن هل نبحث بالفعل عنها؟
هل نعمل بجد لنعثر عليها؟


العطاء.. للغير وللنفس..
فلا نسكن ببذله للغير فقط.. ولا نرتاح بحجبه عن الآخرين

فكم من أناس لم تنم سرائرهم بسبب هذا وذاك


عصر السرعة..
منذ بداية إدراكي بالدنيا وعيت على سماع هذا التعبير..
وما يحدث هو أن الحياة تزداد سرعة يومًا بعد يوم..

لم أعد أرى أحدًا يتروى..
فلسبب غير معلوم.. الجميع في عجلة من أمره دائمًا..
أعباء العمل كثيرة.. وواجبات المنزل كبيرة.. فلا وقت للاتقان ولا وقت لسرد الحواديت للأطفال وسط جلسة ود دافئة..
حتى النزهة مع الرفاق.. فقدت نكهة الاسترخاء.. فأصبحنا -لسبب غير معلوم أيضًا- نتحرك بآلية سريعة كأننا ملزمون بخط سير ومواعيد وصول!


البعض يخلط بين العزلة المستمرة والتأمل والسكينة..
أومِن جدًا بوجود ارتباط بين التأمل والسكينة..
  • فالتأمل يباعد بيننا وبين زحام السرعة.. يذيب سوره الصلب العالي.. ذلك السور الذي يحجب عن قلوبنا نسيم البراح 💙
  • والعزلة المؤقتة تساعدنا أحيانًا على التأمل
  • لكن العزلة المستمرة تبني أسوارًا أخرى من الوحدة والكآبة.. فنحن خلقنا شعوبًا وقبائل لنتعارف.. لا لينعزل كل منّا عن الآخر 


السكينة..
لها وجود رغم مشقات الحياة..
ولكنها لا تأتي تلقائيًا..
لا تأتي بالأحاديث والرغبات المتكاسلة..
تنتقل للسكن مع الباحث عنها بحق.. والعامل لها بجد

⁦🕊️⁩💙⁦🕊️

لم يعد لكم من السكن شيئًا.. فعن أي سكينة تتحدثون؟

الأربعاء، 22 أغسطس 2018

جسر الياسمين

وفي نهاية المطاف.. جاء قراري بفتح النافذة...
رغم ما يحمله القرار من مخاطر.. وما ينتج عنه من مخاوف..
رغم تزايد دقات قلبي.. فعلت ذلك..

رأيتها تتحرك تجاهها متلهفة... وظلت تعيد استكشاف ما حرمت منه الساعات الماضية..
قفزت..
واتجهت نحو شجرة الياسمين...
وبعد جرعة صغيرة من رحيقها... تسلقت أغصانها الضعيفة.. وعبرت إلى العالم الآخر...
عالم "الأسفلت"...



السبت، 30 يونيو 2018

مثل الغجر

بداية معرفتي بالغجر كانت في طفولتي من خلال قراءة مغامرات تان تان..

أكثر ما يميزهم هو الفقر وكثرة التنقل والترحال..
تعاطفت معهم ولم أكن أعلم أنه سيُكتَب لي من ترحالهم نصيب..

وإلى الآن أشعر ببهجة لو شاهدت ألوان ملابسهم الفضفاضة المزركشة في فيلم.. أو إذ تعثرت بهم في كتاب..
ولا يرضيني أبدًا استخدام كلمات مثل "غجر" أو"نَوَر -وهم جماعة من الغجر تعيش في مصر" كنوع من السباب.

نعود إلى التنقل..
قد يكون الترحال من اختيار الشخص.. فيتنقل بين البلدان ويطوف أرجاء العالم..
وأعتقد أن ذلك النوع الاختياري يجلب الشعور بالحرية والخفة..

وهناك النوع الآخر..
وهو التنقل الإجباري.. وأعتقد أن ذلك هو القاسم المشترك بيني وبين الغجر..
فظروف المكان وتقبله لنا هو ما يتحكم في بقائنا.. وليست رغبتنا.

وإن كان الاستقرار رغبة ملحة لدى مؤخرًا، ولكن إيماني بوجود الخير في أقدار الله أقوى..
 وفي جميع الأحوال يخفي القدر في طياته دائمًا بهجة بألوان ملابس الغجر 🌸💐🌺.